صدر عن دار «نبطي» للنشر والتوزيع، كتاب «مختارات من الشعر العالمي» ترجمة وتقديم الشاعر والمترجم السوري نوزاد جعدان
ويأتي الكتاب في 112 صفحة، ويحتفي الكتاب بنصوص شعرية متعددة من الأدب العالمي، حيث يحتوي مختارات لشعراء من أجيال مختلفة، من تركيا وأذربيجان والهند وباكستان وكردستان وإنجلترا
ويعمل الكتاب على كشف كواكب شعرية، وأشكال جديدة من التعبير الشعري لواحد من أقدم الفنون، ولم تألفها الذائقة الشعرية العربية، كما أن بعض النصوص تشكل نماذج شعرية، وأعراف متداولة في أوطانهم، على سبيل الشكل والمضمون
وتمتاز النصوص باللغة الروحية العالية والدهشة لنضارة التعابير وكثافة الصور، التي تضمنتها، وهي نصوص استعان فيها المترجم باللغات التي يجيدها على حسب تعبيره كالكردية، بالإضافة إلى اللغات التي يلم بها كالأردية والتركية، إلى جانب الاستعانة بالترجمة الوسيطة الإنجليزية، ويشكّل الكتاب إضاءة على بعض الشعراء المجهولين في الوطن العربي، أو الذين لم يتطرق أحد لترجمة أشعارهم
قصيدة النثر الحديثة - تتألف من ثلاث حصص مدرسية لطالب يكتب على الجدار ولأنه طالب المقعد الأخير يهرب من المدرسة قبل الحصتين الأخيرتين
الكاتب: نوزاد جعدان
توحي عناوين قصائد ديوان «سعيد جدًا»، للشاعر السوري نوزاد جعدان، بذلك الإنسان المتأمل والباحث بصمت، الواقف في زاوية، وهو يشاهد تلك التفاعلات المحيطة به، إذ تستفزه فيكرس نفسه مسؤولاً ليمضي بعلاجها بأسلوبه المختلف من خلال ترجمتها ترجمة شعرية صورية، من أجل طرحها كنصوص بليغة. يحتوي الديوان على عناوين قصائد تبدو واضحة ومثالية في الوقت ذاته، وخارجة من أحلام الطفولة، فمن «الحطب القديم» و«التراب المهذب» و«فتى الينابيع» و«الفتى الأنيق» و«السماء المؤدبة»، إلى عناوين تصطبغ بواقع المكان، مثل: «حزني مختلف» و«زر ثوب» و«الطين الطائش». وفي مروحة هذه العناوين جميعها، نتبين وكأن نوزاد يخلق من توليفتها عالما مثاليا وواقعيا، في آن، لطفل يحلم بوطن شرقي، إذا تيسر الأمر.
تدور أجواء نصوص الديوان حول العديد من المواضيع والأغراض الشعرية، منها الخاص، ومنها ما هو منفتح على العام، يتناول موضوعات مختلفة بين استذكار، وتأمّل، ونقد للواقع الأليم، كما كان لعنصري الزمان والمكان حضورهما اللافت في التجربة الشعرية لجعدان في نصوصه، مرتبطين بمشاعر الحنين والاشتياق للوطن على نحو واضح، واعتمد الشاعر بشكل كبير على تكثيف اللغة الشعرية وصورها في قصائده، وهي بذلك تنصت لإحساس الإنسان وحالة الاغتراب ونلامس الوجع السوري، يسجل فيها التحولات التي ألمت بالإنسان المغترب كما وضح ثراء قاموسه الشعري، مما عكس تنوعاً في الصور الشعرية ودلالاتها السيميائية لديه. و تنطلق اللحظة الشعرية لدى جعدان من مشهد بصري يؤثث له باقتضاب و إيحائية عالية و بتوصيفات مقتصدة، ثم فجأة يحل العجائبي في قلب اليومي و العادي ليفتح حدود الواقع الجامد على احتمالات الرؤى و هلوسات الأحلام، و يحدث في النهاية قلب للمعاني و الأفكار بعد أن تعود الصورة لنفس جو العام للمشهد الافتتاحي. كما لا تخلو نصوصه القصيرة من الغموض أحياناً ولكن دون التكلف إذ لا تنغلق على الفهم في صور غنية ومكثفة، ولغة حداثية متماسكة وسليمة و مُتقَنةُ السبك والإيقاع الدّاخليّ والصّورة، تنحاز إلى الإيجار والتكثيف ملتقطة التفاصيل الصّغيرة من كل ما هو هامشي لتحوله إلى صورة جمالية.
تأخرتُ كثيراً بالمشي
ودائما ما كنتُ أتعثر
قالت أمّي : أخاف عليه من السير وحيدا
على أحدهم أن يمسك بيده
..
رويداً رويداً تحولتْ يدي إلى جدار طويل
يستند عليه كل مَنْ يتعثر
عندما غفا الليلُ الكاذبُ بعيداً
سرقَ القمر كحبة برتقالٍ من بائع الليل المتجول
لم تعد المراكب عرس الغريب
للبحر فساتين عديدة والموج حافي القدمين
يبحث عن حذائه القديم
كان يلبس ثوباً أسود وكان البحر ضيقاً
كضيفِ الليل....
ما كان في جعبته حكايات عن الجن والحوريات
وما كان للبحر خبز!
هناك تركَ قبعته ومضى مع الريح